آثار

تعرف على بيت حتحور الذي شهدا المجد والأفول

محتوى المقالة

ليس مجرد بناء أثرى عريق، فمعبد “حتحور” المشهور بمعبد دندرة الواقع في الصحراء الغربية شمال مدينة قنا، يعتبر سجلا شاهدا على عصور المجد والازدهار، فعلى الرغم من أن المعبد الرئيسي وسط المجموعة الأثرية المحاطة بسور كبير من الطوب اللبن، يعود إلى عصر البطالمة وبالتحديد بطليموس الثالث، فإن حركة البناء تتجاوز عصر البطالمة وتوغل في القدم حتى عهد الملك خوفو في الأسرة الرابعة وإن لم يتبق من آثاره شىء هناك، كذلك الملك بيبي في الأسرة السادسة، والملك نخت نبو الأول في الأسرة الثلاثين.

وتنفرد جدران المعبد الجنوبية بصور الملكة الشهيرة «كليوباترا» مع ابنها «قيصرون» الذي أنجبته من يوليوس قيصر، كذلك هناك إضافات لأباطرة رومان مثل أغسطس قيصر وتيباروس وتراجان.

والمعبد بنى تكريسا لعبادة «حتحور» أو «هاتور» المسمى بها أحد شهور السنة القبطية حتى الآن وكانت معبودة جليلة المكانة في كل العصور، وهى التى تحولت عند اليونان لأفروديت.

وتيجان أساطين المعبد عبارة عن نحت بارز لحتحور بوجه أنثوى وبأذنى بقرة ومازالت فى حالة ممتازة، كذلك الألوان باقية على حالها كأنها تركت بالأمس في نقوش الأسقف وخاصة لوحة عملاقة لإلهة السماء “نوت.

وإن كانت رسوم الجدران قد تعرضت لبعض التشويه بفعل الزمن أو بفعل فاعل بعد نهاية العصور الوثنية في الشطر الثانى من العصر الرومانى، إلا أنها لم تطمس ونجت لوحات الأسقف وظلت على هيئتها وألوانها الفريدة.

وعلى أى حال فمعبد دندرة أو «بيت حتحور» لايزال يحتفظ بالكثير من الأسرار، خاصة الفلكية، فهناك السلم الصاعد إلى الدور الثانى للمعبد بفتحاته التى تطل منها الشمس عند الشروق، كذلك كانت هناك لوحة الأبراج السماوية الرائعة التى تم انتزاعها وتهريبها إلى فرنسا، كذلك بيت الولادة المفعم بالأسرار بجانب البحيرة المقدسة المشهورة بـ«حمام كليوباترا».

والمعبد شهد بزوغ الحضارة المصرية القديمة وظل شاهدا على جميع عصورها منذ الأسرة الرابعة حتى العصر الرومانى، حيث كان شاهدا على الصعود والازدهار وكذلك الأفول والانكسار لكل هذه العهود على مدى آلاف السنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى